أعرف أشخاصا كثر يمتلكون أدوات الكتابة، يتمتعون بحس مرهف، يمتلكون معلومات ومهارات قيمة، وحصيلة لغوية متينة
ومع ذلك لا يفكرون بتاتا في الكتابة، أو أنهم بدأوا وتوقفوا ولم يكملوا ما بدأوا بكتابته، أو أنهم أنهوا كتابهم ولكن لا يفكرون
أبدا في طباعته ونشره؟!! لماذا؟
يمتلك الناس أسبابا عديدة لا حصر لها لفعل ذلك، ولكن في هذا المقال سأحدثكم عن ثلاثة منها، كانت القاسم المشترك في
إجابات من طرحت عليهم السؤال في الفقرة أعلاه. تركزت الإجابات على الأسباب الثلاث التالية:
1- الخوف من التحدث عن المشاعر والآراء: نشأتنا في مجتمعات محافظة جعلت الكثيرين منا يترددون في التعبير عن
مشاعرهم وانفعالاتهم وآرائهم، خوفا من نظرة المجتمع إليهم والتي قد تصل إلى درجة إصدار أحكام مقيتة وظالمة على
الشخص، وكأن على المرء أن يرتدي قناع البوكر طوال الوقت!
الكتابة والنشر تتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والإصرار والحزم، وأن تكون قادرا على مواجهة الجمهور بعد ذلك.
2- الشعور بأن ما يكتبونه ليس له قيمة أو فائدة كبيرة: يعتقد الكثير بأن ما يكتبونه بسيط للغاية، أو أنه ليس ذي فائدة كبيرة،
أو أنه ليس بروعة ما كتبه السابقون واللاحقون، لكن يجب علينا ألا ننسي أن الناس فيما يعشقون مذاهب وأنه لولا اختلاف
الأذواق لبارت السلع! كثير من الناس تود قراءة كتاب خفيف عند سفرها عبر وسائل النقل المختلفة، ربما نفس الشخص يلجأ
إلى قراءة كتاب أكاديمي بحت من أجل كتابة بحثه، آخرون يودون قراءة رواية تنقلهم إلى عوالم يحلمون بها، كل واحد منا له
سببه الخاص للقراءة وفي اختيار نوعية ما يقرأ. لا تقلق، حتما كتابك سيعجب من هم في أمس الحاجة إليه!
تشرح نانسي كريس في كتابها (تقنيات كتابة الرواية) أن الناس تقرأ لأسباب مختلفة، يمكنك التعرف إلى هذه الأسباب من
خلال الضغط على الرابط التالي الخاص بالملفات المجانية على الموقع:
3- عدم التشجيع من المحيطين: تأكد من أنك عندما تعطي مسودة كتابك إلى أحدهم من أجل الحصول على تغذية راجعة، أنه
مهتم بهذا النوع من الكتابة، كي تحصل على تغذية راجعة حقيقية وفعالة.
نحن محاطون بأناس سلبيين أحيانا لا يرون إلا النصف الفارغ من الكوب دائما، فيقومون بإحباط الكاتب المبتدئ إما عبر عدم
الاهتمام جديا بقراءة ما كتب، أو بإعطائه تغذية راجعة غير صحيحة، أو تهويل أمور النشر أمامه، أن النشر عملية صعبة
معقدة أو الادعاء بقلة العائد. المادي مما يجعل الأمر برمته غير مجد……..وقائمة طويلة من الأعذار والحجج المحبطة
للكاتب، مما تجعله يتردد وربما يعزف عن الموضوع بأكمله!
الأمر كله منوط بك أيها الكاتب!
استمع إلى حسك الداخلي، هل تشعر بأن لديك ما تود مشاركته مع العالم، معرفة، مهارة، رسالة؟
هل تود أن يسمع العالم صوتك، وأن تؤثر بشكل إيجابي على الناس؟
هل لديك شغف الكتابة؟ هل ترى أن الكتابة متعة ورسالة حقيقية؟
فكر مليا ومن ثم قرر ما تريد أنت، لا ما يريده من حولك!